الثلاثاء، 16 أبريل 2013

  • رحلة لنتعرف على جهاز النقل في جسم الانسان !!!! 

كل خلية من ملايين الخلايا التي تعيش في الجسم بحاجة إلى الأكسجين والغذاء لتواصل الحياة، والدم يزودها بهذه المواد . هذا يعني أنه يجب على الدم أن يصل إلى جميع الأعضاء في الجسم، لتحصل كل خلية على الأكسجين والغذاء المطلوب . وتمر شبكات متشعبة من القنوات الدقيقة – المسماة شعيرات دموية – في المخ، والجلد، والعضلات، وسائر أجزاء الجسم الأخرى، باستثناء الأنسجة التي لا تعتبر حية، مثل الأظافر والشعر . يصل الدم إلى الشعيرات الدموية عبر قنوات أكبر بكثير، تسمى شرايين، أما أوعية الدم التي تسترجع الدم فتسمى أوردة . ينساب الدم في الجهاز بواسطة عملية الضخ التي يقوم بها القلب، وهو لا يتوقف عن السريان ولا تنساب خارجه إلا إذا جرحنا . وينقسم الجهاز الدوري إلى قسمين : أولا، ينساب الدم من القلب إلى الجسم كله ثم يعود إلى القلب . في هذه المرحلة يتم تفريغ الدم من الأكسجين فلا يبقى فيه سوى فضلات ثاني أكسيد الكربون ( CO2 ) . وبدلا من ضخ الدم مرة أخرى إلى الجسم فإنه يجري نحو الرئتين . هنا يتم إخراج ثاني أكسيد الكربون منه ويمتلئ ثانية بالأكسجين، بعد خروجه من الرئتين يعود إلى القلب ومنه إلى الجسم مرة أخرى، وهكذا لتبدأ دورة أخرى .
رسم يوضح الدورة الدموية

                                  تكوين القلب

القلب عبارة عن عضلة . وهو عضو قوى وكبير الحجم، بمقاس قبضة اليد تقريبا، ويقع في مركز القفص الصدري، تحت العظم الصدري، مائلا بعض الشيء إلى أحد جوانبه، أما طرفه السفلي فمائل إلى اليسار . القلب هو أساسا مضخة . بإمكان القلب السليم أن يعمل من 60 إلى 100 سنة، أو أكثر . يقسم القلب إلى أربع غرف مستقلة، وهو مغطى بطبقة واقية تسمى غشاء التامور، يحتوي على سائل للتشحيم . تقسم غرف القلب الأربع إلى حجرتين علويتين وحجرتين سفليتين . للحجرتين العلويتين جدران دقيقة وهي تتلقى الدم الذي يعود إلى القلب عبر الأوردة الكبيرة . وهي تسمى الأذينين ( أو الممرات ) : الأذين الأيمن والأذين الأيسر . الفراغات السفلى تسمى بطينات : البطين الأيمن والبطين الأيسر . وهي كبيرة وعضلية أكثر بكثير من الأذينين . ينقل البطين الأيمن الدم إلى الرئتين، أما البطين الأيسر فينقل الدم إلى بقية أعضاء الجسم . يفصل حاجز عضلي بين طرفي القلب، وهو صلب وسميك . هكذا يتم فصل الدم الذي يجري إلى الرئتين عن بقية الدم المخصص لبقية أعضاء الجسم . هناك عدة صمامات توجه سريان الدم في الاتجاه الصحيح . هذه الصمامات لها شكل ألسنة صلبة تفتح بضغط الدم وتغلق ثانية للحيلولة دون رجوعه للوراء

         الشرايين  :

صورة توضح مقطع من شريان
الشرايين هي قنوات الدم الأنبوبية التي تنقل الدم من القلب إلى بعيد . غالبية الدم يتدفق من القلب إلى اكبر وعاء دموي في الجسم : الشريان الأورطي، الذي يبلغ قطره 2.5 سم تقريبا . تتشعب شرايين أخرى من الشريان الأورطي الذي ينحدر على طول العمود الفقري إلى جميع أعضاء الجسم . وهي تصغر، وتتشعب بالتالي إلى أوعية دموية أصغر تسمى الشرينات الدقيقة . تتدفق كميات كبيرة من الدم إلى الشرايين تحت ضغط عال . ينساب الدم عبر الأورطي بسرعة 38 سم في الثانية . تحتاج الشرايين إلى جدران قوية جدا لتصمد أمام هذا الضغط وتحتوي جدرانها على طبقة كثيفة من النسيج العضلي . تتسع الشرايين بعد كل نبضة قلب، ثم تتقلص ثانية لتعود إلى حجمها الاعتيادي – وهكذا تحافظ على انتظام سريان الدم . جدران الشرينات الدقيقة عضلية أكثر من جدران الشرايين لكن دورها مختلف . فهي تنظم كمية الدم الذي يصل للأعضاء المختلفة، حسب متطلبات الجسم . يمكن للشرينات الدقيقة أن تخفض من ضغط القلب الذي قد يضر الأعضاء الحساسة . تبطن طبقة ملساء وصماء الشرايين والشرينات الدقيقة والأوردة، هذه الطبقة تحول دون تسرب الدم عبر الجدران
                   
              
                                                                        الأوردة

مقطع طولي من وريد يوضح العضلات الداخلية

تعيد الأوردة الدم إلى القلب . وكما هو الحال مع جدران الشرايين في جدران الأوردة تحتوي على نسيج عضلي، لكنها دقيقة أكثر ومرنة أكثر . يتدفق الدم في الشرايين، وفي الشرينات الدقيقة، وبعد ذلك إلى الشعيرات الدموية . والى أن يصل إلى الأوردة يكون ضغطه منخفضا . تتسع الأوردة عندما يضغط الدم على جدرانها الدقيقة، وهي قادرة على احتواء معظم كمية الدم الموجودة في الجسم . الأوردة الكبيرة، مثل الأوردة الجوفاء، قادرة على تغيير مقدرتها على الاستقبال بواسطة تقليص بطيء للجدران . تتم هذه العملية استجابة لتغيير حجم الدم، بعد نزيف حاد، مثلا . كل الأوردة، باستثناء الأوردة الصغيرة، تحتوي على صمامات ذات اتجاه واحد تمنع تدفق الدم في الاتجاه غير الصحيح . عندما نقف فترة طويلة بدون حركة يمكن للدم أن يتراكم في أوردة الأرجل . يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالوهن نتيجة نقص في تزويد المخ بالدم . الجنود الذين يقفون صامتين فترة طويلة يتعلمون أن عليهم أن يقوموا بتقليص وإرخاء عضلات الأرجل للحفاظ على تدفق التيار الدموي من الأوردة إلى المخ . هذه العملية تلقائية، عندما نتحرك، وتساعد على تدفق الدم . وعندما يحدث خلل في الصمامات تتفتح الأوردة وتصبح مؤلمة . وأحيانا تظهر دوالي تحت الجلد . تلتف الأوردة في معظم أجزاء الجسم حول الشرايين . الدم الموجود في الشرايين دم حار، يضفي دفئا على الدم الموجود في الوريد . هكذا لا يفقد الجسم الكثير من الحرارة . تقع أوردة الأيدي والأرجل تحت الجلد مباشرة، وهي لا تكون ملفوفة حول الشرايين . في الطقس الحار، فإن الدم يتدفق إلى هذه الأوردة لتبريد الجسم 

                                     الشعيرات الدموية

الشعيرات الدموية هي أصغر الأوعية الدموية الموجودة في الجسم . يتكون جدار الشعيرات من طبقة يبلغ سمكها خلية واحدة فقط . وهي ليست مغطاة بطبقة صماء، مثل جدران الشرايين، أو الشرينات الدقيقة أو الأوردة . والشعيرات الدموية ضيقة إلى حد أن الكريات الدموية الحمراء المستديرة والمسطحة لا يمكنها أن تمر عبرها إلا بعد أن تغير شكلها بسبب الضغط الذي يدفعها . وتنتشر الشعيرات الدموية على شكل شبكة متشابكة ومعقدة في كافة مناطق الجسم . والشبكة كبيرة إلى حد أن خلايا قليلة فقط في الجسم بعيدة عن متناولها، ولكل الخلايا اتصال بجهاز النقل الأساسي في الجسم . الشعيرات هي الأوعية الدموية الوحيدة التي يمكن الدم أن ينفذ فيها وظائفه : تزويد الجسم بالأكسجين والمواد الغذائية وصرف النفايات منه . ومعظم المواد الكيماوية تمر بدون صعوبة في الجدران الدقيقة للشعيرات الدموية . كما أن شبكة الشعيرات الدموية الموجودة في الجلد هي التي تمنحه لونه الوردي السليم . ويمكن أن نرى الدم الموجود في الشعيرات الشفافة عبر الجلد . عندما نخز الجلد يخرج الدم من الشعيرات ويتحول لون المنطقة المصابة إلى لون أبيض . وهذا ما يحدث في الطقس البارد : تتقلص الشرينات الدقيقة التي تزود الجلد بالدم، ويتوقف وصول الدم للشعيرات ويصبح الجلد أبيض أو أزرق .



و شكراً

ولمزيد من المعلومات في القريب العاجل